روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | إدمان الطاعات.. حين يكون الإدمان استقامة وراحة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > إدمان الطاعات.. حين يكون الإدمان استقامة وراحة


  إدمان الطاعات.. حين يكون الإدمان استقامة وراحة
     عدد مرات المشاهدة: 3084        عدد مرات الإرسال: 0

لا أتصور أن كلمة إدمان تبعث على الراحة. فهي مرتبطة في غالب الأمر بسلوكيات سلبية، إما أن تكون منبوذة من العرف والمجتمع كما هو الحال في إدمان المخدرات مثلاً، أو أن تكون لها تبعات صحية مزعجة كإدمان الوجبات السريعة.
 
 ومن المعروف أن الإدمان لا يرتبط فقط بأشياء يتناولها المرء في مأكل أو مشرب، إنما الأمر يتجاوز ذلك. فالإدمان أمر سلوكي يعتاده الشخص فيتعلق به، ويستأنس له فيدمنه.
 
 وحيث إن الإدمان مرتبط بالإنسان،فهو بالتالي يؤثر على نفسية المدمن بقدر ونوع الأمر الذي قد أدمنه.
 
 وهنا سأحاول عرض صورتين في ذهني وأترك لحضراتكم المقارنة بينهما والتدبر.
 
 الصورة الأولى:
 
ماذا لو تحول المجتمع بالكامل لجماعات من المدمنين لسلوكيات رديئة على اختلاف أنواعها. واقترن كل فرد بصحبة من ذات نوع إدمانه. فإما مدمني مسلسلات فاضحة. أو مدمني دردشة على صفحات النت.. أو مدمني جلسات المقاهي.. أو مدمني معاكسات وتسكع في الشوارع.. أو مدمني كحول.. أو مدمني........ أمور كثيرة ولكم أن تتخيلوا.
 
الصورة الثانية:
 
ماذا لو بحث كل فرد في المجتمع عن سلوك صالح نبيل ترغبه نفسه واتخذه شعارا لحياته وأدمنه. وتحول المجتمع كله لجماعات من مدمني الصالحات. فإما مدمني تدبر في آيات الله. وإما مدمني أمر بمعروف..
 
أو مدمني طلب علم.. أو مدمني بحث واكتشاف.. أو مدمي إغاثة ملهوف.. أو مدمني رفق باليتامى.. أو مدمني إطعام المساكين.. أو مدمني كثير كثير من الأمور الطيبة.
 
لا أتصور أن الصورة الأولى توجد أي دافع للمرء للإقبال على الحياة والعمل والعطاء.. صورة قاتمة تنبئ بمستقبل أكثر قتامة.
 
في حين تبعث الصورة الثانية على الأمل والسكينة والاستقرار.. فكما أن الكل معرض للخطأ، فكل الأخطاء ستجد من يصححها ويقومها.. في مجتمع يعمل كخلية خير وصلاح.. وسيكون إدمانهم هذا دافعا يوجههم لصلاح حالهم وأعمالهم وأقوالهم.
 
 أذكر حديثا مع فتاة تعتبر نفسها مدمنة على قراءة المصحف.. تقول:"عندما تمر ساعات لأمسك بها مصحفي بين يدي أشعر بفراغ لا يملؤه سوى آيات الله وحنين لا يهدأ إلا بالتلاوة".
 
 إدمانها قادها لأن تربط ما تقرأه من آيات بتفاصيل حياتها وما يواجهها من مشكلات. فأصبحت تستنبط حسب قولها حلول مشاكلها من كتاب الله.. وتقارن ما يجري معها بما جرى مع أقوام ذكرهم المولى في كتابه.. وتنتهج للوصول لمبتغاها ما انتهجه الأنبياء كما ورد في قصص القرآن الكريم.. كما تعرفت بفضل الله من خلال الآيات الكريمة على واجباتها وحقوقها وعرفت ما لها وما عليها.. فكان نتاج إدمانها هذا لذة وراحة واستقامة حال، واستقرار نفس، وانفراج للكرب.
 
 فما أجمله من إدمان هو إدمان الطاعات. وما أحوجنا إليه.. وكم هي الفرصة الآن مواتية وقد ودعنا منذ فترة قريبة شهر رمضان، ونفضنا عنّا ذنوبنا بإذن الله وتبنا وأنبنا وغسلنا قلوبنا بالطاعات، وننتظر بحب وشغف موسم الحج والأيام الفضيلة ما أجمل مواسم الطاعات.. عطايا من رب شكور.

اسم الكاتب: هالة حسن طاهر الحضيري

مصدر المقال: موقع لها أونلاين